الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إيطاليا 8.5%

إيطاليا 8.5%

من المؤكد أن احصائيات وباء الكورونا تتغير لحظيا ولكن قد يكون من المفيد أن نأخذ لقطة زمنية ثابتة (21 مارس 2020) و أن نحاول من خلال البيانات المتاحة عندها أن نقوم  بتحليل الموقف.



قراءة البيانات من مصدر واحد والذى يشمل أعداد المصابين والمتعافين وكذا أيضا أعداد الوفيات قد يظهر لنا بعض الحقائق على الأرض.

الحقيقة الأهم هى أنه بالرغم من أن الإصابة بفيروس الكورونا تتشابه فى بعض أعراضها مع نزلات البرد العادية اللهم زيادة فى بعض الأعراض مثل الصداع أو تكسير الجسم والشعور بالإجهاد  إلا أن مؤشر الوفيات هو الأكثر أهمية وهو الحاكم فى مدى وضرورة الاهتمام بهذا الوباء والاحتراس منه أو أخذ الأمر ببساطة.

نسبة الوفيات نتيجة مضاعفات البرد والإنفلوانزا العادية فى الولايات المتحدة الأمريكية سنويا تكون طبقا للإحصائيات فى حدود 0.1 % أو أقل فيما تشير الإحصائيات الحالية الى أن الوفيات جراء فيروس كورونا فى حدود 1.4% أى انها ببساطة 14 ضعف المعدل المسجل للانفلوانزا الموسمية العادية.

ترتفع نسب الوفيات و تتباين بين دول العالم المختلفة من 8.5%  فى ايطاليا الى 7.2%  فى إيران وحوالى 5%  فى إسبانيا و 4%  فى الصين و3.5%  فى فرنسا...أما فى مصر فإن النسبة حتى الآن فى حدود 2.8%  من إجمالى الحالات المصابة. الاختلاف بين البلدان له اكثر من سبب منها بالطبع الإجراءات الاحترازية التى قامت بها الدولة وايضا مدى وعى المواطنين ومدة انتشار المرض بها والوقت بين بداية الانتشار وبين بدء تفعيل الإجراءات الوقائية وايضا إجراءات متابعة و ملاحقة الحالات المصابة أو المحتمل إصابتها نتيجة لمخالطة المرضى أو المشتبه فى إصابتهم. من العوامل الحاكمة أيضا مدى كفاءة وحجم المنظومة الطبية المتاحة للعلاج كما يوجد أيضا عامل ربما لن نستطيع أن نعول عليه كثيرا حتى الآن ألا وهو مناعة الشعوب والأجناس المختلفة والذى ربما يعيد إلى الأذهان ما تم استنتاجه بعد انتهاء وباء الأنفلوانزا الإسبانية فى عام 1918 حيث أشارت الإحصائيات والتحليلات آنذاك إلى وجود مناعة خاصة لدى أبناء الشعب الصينى ضد هذا الوباء وهو ما جعل معدلات الإصابة و الوفاة لديهم أقل من باقى دول العالم.

أما فى حالة وباء الكورونا الذى نحاربه حاليا فربما تصدر تحليلات فى وقت لاحق تتحدث عن مناعة الأجناس و قاطنى المناطق المختلفة  حول العالم ضد هذا الفيروس لتضيف عاملا آخر إلى العوامل السابق الإشارة إليها فى مدى تأثيرها على معدلات الإصابة و التعافى والوفاه أيضا و فى جميع الأحوال فإن الإجراءات الاحترازية هى أمر واجب ولازم لحماية أرواح البشر مهما قلت نسب الوفيات.